المهرجان الدولي للتمور بكيفة 2025 : أبعاد تنموية واقتصادية واعدة

تشهد مدينة كيفه في عام 2025 حدثًا استثنائيًا يحمل في طياته آفاقًا واعدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويتمثل في المهرجان الدولي للتمور، الذي تنظمه وزارة الزراعة و السيادة الغذائية  بشراكة مثمرة مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي. يعدّ هذا الحدث محطة رئيسية في مسار دعم قطاع النخيل والتمور بموريتانيا، وتكريسًا لثقافة الابتكار والتعاون العربي في مجالات الزراعة المستدامة والتنمية الريفية.

إرث حضاري وزراعي يتجدد

لطالما شكّل النخيل رمزًا من رموز الحضارة العربية والإسلامية، وجذرًا راسخًا في وجدان الإنسان  الموريتاني. ويأتي هذا المهرجان لإعادة تسليط الضوء على القيمة الاقتصادية والاجتماعية  للنخيل، من خلال إبراز دورها في تحقيق الأمن الغذائي، وخلق فرص العمل، وتنشيط الدورة الاقتصادية في المناطق الزراعية، لاسيما ولايات آدرار وتكانت ولعصابه والحوضين.

جائزة خليفة: دعم مستدام وتمكين معرفي

لقد شكّلت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي رافعةً نوعية للنهوض بقطاع التمور في عدد من الدول العربية، بما فيها موريتانيا. فمنذ انطلاقتها، وهي تكرّس ثقافة التميز الزراعي، وتشجع المزارعين والباحثين والمبتكرين على تطوير أدواتهم وتحسين جودة منتجاتهم، عبر تحفيز البحث العلمي، ونشر المعرفة، وتعزيز آليات التسويق المستدام.

وفي النسخة الحالية من مهرجان كيفه، تأتي الجائزة لتؤسس لجيل جديد من المشاريع الزراعية الذكية، من خلال دعم المبادرات المحلية، وتكريم المزارعين المتميزين، وتمكين الشباب والنساء في سلسلة القيمة للتمور، بدءًا من الزراعة وحتى التصنيع والتصدير.

أبعاد اقتصادية واعدة

يمثل قطاع التمور في موريتانيا موردًا اقتصاديًا لم يُستغل بعدُ بالقدر الكافي. ورغم وفرة النخيل في بعض المناطق، لا تزال البلاد تستورد كميات كبيرة من التمور سنويًا. ومن هنا، فإن تنظيم مهرجان دولي بهذا الحجم،من طرف الوزارة و بدعم من شركاء دوليين، يُعدّ فرصة مواتية لإطلاق ديناميكية جديدة لتنمية القطاع، عبر:

تعزيز سلاسل القيمة المحلية وإقامة وحدات تحويل وتعبئة للتمور.

ربط المنتجين بالأسواق الإقليمية والدولية، من خلال منصات تسويق وتصدير.

جلب الاستثمارات الأجنبية في مجال الزراعة والصناعات الغذائية.

خلق وظائف جديدة للشباب والنساء، والحد من البطالة في المناطق الريفية.

بعد ثقافي وتنموي

لا يقتصر هذا المهرجان على البعد الاقتصادي فحسب، بل ينفتح أيضًا على أبعاد ثقافية وتنموية عميقة، حيث يشكل ملتقى لتبادل المعارف، وتنمية الوعي البيئي، وإحياء الموروث المرتبط بالنخلة ومنتجاتها، فضلًا عن دوره في الترويج للسياحة الزراعية والريفية.

إن المهرجان الدولي للتمور بكيفة 2025، المنظم من طرف وزارة الزراعة و السيادة الغذائية بدعم ورعاية من جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، ليس مجرد تظاهرة موسمية، بل خطوة إستراتيجية نحو بناء اقتصاد زراعي مستدام، يعكس رؤية تنموية شاملة لموريتانيا المستقبل. ومن شأن هذا الحدث أن يشكل انطلاقة جديدة نحو استثمار أفضل لموارد البلاد الطبيعية والبشرية، وتحقيق الاندماج الفعلي في الأسواق الإقليمية والدولية، انطلاقًا من النخلة المباركة.