في كل بقعة من هذه الأرض، هناك شيء لا يُمكن تجاوزه، لا يمكن المساس به، ولا يقبل فيه التساهل أو التردد... ذلك الشيء اسمه الوطن.
الوطن ليس مجرد جغرافيا مرسومة على خرائط، ولا شعارات تُرفع في المناسبات. الوطن روح تسكن فينا، نبض في كل قلب، ودمعة في كل عين، هو الملجأ حين يضيق العالم، والظل حين تحترق الوجوه بلهيب التيه والضياع.
وحين تمس القوانين التي تحمي الوطن أو يُعبث بها، فذاك ناقوس خطر لا يعلو عليه صوت. القوانين ليست حبرًا على ورق، بل هي حصن الوطن الحصين، هي الإطار الذي يحفظ الكرامة، ويرعى العدالة، ويضمن أن تبقى السفينة ماضية في اتجاه الأمان، رغم العواصف التي تهب من كل صوب.
لكن الوطن، حين يُستباح قانونه، يتحول إلى جسد بلا روح، وبيت بلا جدران. والتاريخ لا يرحم من يساوم على القانون، ولا يعذر من يصمت أمام الخلل، لأن الصمت هنا خيانة، والتواطؤ جريمة.
وفي المقابل، حين يُطلب بذل الروح فداءً لهذا الوطن ، فإنها تُبذل عن طيب خاطر. فالمؤمن الحقيقي لا يتردد حين تناديه الأرض، ولا يتقاعس حين يستصرخه التاريخ. تلك الدماء التي سُفكت ذات يوم في معارك الشرف لم تُسفك عبثًا، وإنما سُكبت لتقول: الوطن لا يُمس، ولا يُهان، ولا يُباع.
أيها السائرون على درب المسؤولية، أيها الصادقون في حبهم لوطنهم...
اجعلوا من الوطن خطاً أحمر، لا يمس بسياسة عرجاء، ولا تخرقه شهوة سلطة، ولا تدنسه مطامع فردية. حافظوا على قوانينه، صونوا مقدساته، وافهموا أن الاستهانة بمبادئه بداية للخراب.
إن الوطن حين يتوجع، يتوجع أبناؤها جميعًا. وحين ينتصر، يشمخ الجميع. فاجعلوا انتصار الوطن مشروعكم، واجعلوا من كل لحظة عيش فيه وفاءً له، وذودًا عنه، والتزامًا بكل ما يحفظه حرًا، كريمًا، عزيزًا.
الديار لا يُساوَم عليها.
الوطن لا يُستغنى عنه.
الوطن... خط أحمر.