مهرجان لكران.. حين تتعانق التنمية مع الثقافة

في قلب الهضاب الموريتانية، حيث تتماوج الكثبان مع نسيم الصحراء، وتغني الواحات ، يطل علينا مهرجان لكران للتنمية والثقافة في دورته الممتدة من 30 إلى 31 أغسطس 2025، كعرسٍ وطني يجمع بين عبق الماضي وآمال المستقبل.

ليس مجرد مهرجانٍ عابر، بل هو نداء حياة، حيث تلتقي التنمية بالثقافة في ساحة واحدة، ليصبح لكران منصةً للحوار والإبداع، ولتتحول لحظاته إلى فسيفساء من الألوان والإيقاعات والابتكارات.

على مدى يومين، تتفتح أبواب  المهرجان كزهرة في ربيعٍ نادر، تُعرض فيها منتجات الواحات، وتُحكى قصص الجدّات، وتُعزف موسيقى الأجداد، بينما يشارك الشباب بأفكارهم ومشاريعهم، حاملين مشاعل التغيير وأحلام الغد.

إنه مهرجان يروي حكاية الأرض والإنسان؛ الأرض بما فيها من خصبٍ وصمود، والإنسان بما يحمله من قيمٍ وإبداع. في لكران، يتصالح التراث مع الحداثة، وتلتقي الجِمال العتيقة بخطوط التكنولوجيا الحديثة، ليُكتب فصل جديد من فصول التنمية المتجذرة في الهوية.

وليس الحضور في لكران حضوراً عادياً؛ إنه احتفاء بالذات الوطنية، حيث تُرفع الرايات على أنغام الطبول، وتُصافح القلوب بعضها بعضاً في جوٍّ من الأخوّة والوحدة، مؤكدين أن الثقافة ليست ترفاً بل ركيزة، وأن التنمية بلا روحٍ ثقافية تبقى عرجاء.

في مساءات المهرجان، حين تتوهج أضواء الخيام مع نسمات الليل، يتحول المكان إلى لوحة شاعرية نابضة بالحياة؛ لوحة تقول لكل موريتاني: "ها هنا وطنك، ها هنا جذورك، وهنا مستقبلٌ يُصاغ بإرادتك."

إن مهرجان لكران للتنمية والثقافة 2025 ليس موعداً عادياً على تقويم الأيام، بل هو وعدٌ بالفجر، وميثاق مع الأمل، وصرخة جمالٍ في وجه النسيان.