شهدت بلدية لكران، في أجواء مفعمة بالحيوية والبهجة، انطلاق فعاليات ملتقى لكران للتنمية والثقافة، الذي يستمر على مدى يومين كاملين، جامعًا بين عبق التراث وألق الإبداع، في حدث يجمع بين الثقافة والرياضة والوعي التنموي.
وقد عرفت الجلسة الافتتاحية حضور السلطات الإدارية، في مقدمتها والي الولاية الدكتور أحمدو ولد عداهي ولد اخطيره، الذي تابع عن كثب تفاصيل الحدث وأبعاده، إلى جانب عمدة بلدية لكران السيدة العالية بنت يحي ولد منكوس، التي افتتحت الملتقى بكلمة ترحيبية أكدت فيها على أهمية مثل هذه التظاهرات في تعزيز الروابط الاجتماعية، وصيانة الهوية الثقافية، ودعم المبادرات الشبابية الواعدة.
كما حضر الملتقى جمع من الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، الذين ثمنوا المبادرة واعتبروها محطة للتلاقي وتبادل الرؤى حول التنمية المحلية، وإبراز الطاقات الكامنة في المجتمع.
ومن أبرز لحظات اليوم الأول، حفل تكريم المتفوقين في مجالات متعددة، شملت العلوم الشرعية، والتميز الدراسي، والإبداع الشعري، فضلًا عن الرياضات المختلفة التي شكلت مساحة لتشجيع الشباب على روح التنافس والإبداع. وقد أضفى هذا التكريم بعدًا رمزيًا عميقًا، باعتباره تحفيزًا للأجيال الصاعدة على مواصلة درب العطاء والجدية.
أما السهرة الأولى من الملتقى، فقد كانت موعدًا مع الفنون والآداب، حيث أحيَت فرق فنية وفلكلورية متنوعة الأمسية بإيقاعاتها الشعبية ورقصاتها التقليدية، فيما أبدع شعراء الفصيح والحساني في بث أجواء من المتعة والثراء الثقافي، لتتحول السهرة إلى لوحة جامعة بين الماضي والحاضر، بين الموروث الأصيل والتطلعات المعاصرة.
إن ملتقى لكران للتنمية والثقافة ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو فضاء جامع للتفكير والعمل، يضع التنمية المحلية في صميم اهتماماته، ويجعل من الثقافة والفن والرياضة روافع أساسية لتعزيز الوحدة المجتمعية وصناعة المستقبل.
بهذا الزخم، انطلقت فعاليات الملتقى، حاملة رسائل الأمل والتجديد، ومؤكدة أن الثقافة حين تلتقي مع التنمية، تُثمر مشاريع كبرى، يتجاوز صداها حدود المكان والزمان.