لكران… أغنية المكان ودرس الروح/محمد ولد عمار

ليلة البارحة، حين أسدل الليل رداءه على لكران، كان الختام أشبه ببداية جديدة. لم يكن الملتقى مجرد حدثٍ يُطوى في الأجندات، بل كان نبضاً ينساب في العروق، ويعلّمنا أن الأرض حين تتكلم تُنبت المعنى قبل الزرع، والحلم قبل الفعل.

تعلّمنا أن التنمية ليست أرقاماً على ورق، بل قلوباً تجتمع حول حلم واحد.
تعلّمنا أن الثقافة ليست عروضاً تُصفق لها الأيدي، بل جسراً تبنيه الأرواح بين الأمس والغد.
ومن لكران، تعلّمنا أن أصغر القرى قادرة على أن تكتب أبهى الصفحات في ذاكرة وطنٍ يتلمّس طريقه.

وصايا على أعتاب الغد، امنحوا مزيدا للشباب، فهم الضوء الذي لا يخفت.

اجعلوا الحوار سُنّة لا موسماً عابراً.

ازرعوا في الملتقى روح التراث، واربطوها بحلم الحداثة، لتبقى لكران مرآة الأمس ونافذة الغد.

ولتكن كل نسخة أكثر إشراقاً، كأنها نجمة تضيء سماء المدينة في سفر أبدي.

حين انطفأت مكبرات الصوت ليلة البارحة ، بقي صوت الأرض أعلى.
وحين رحل الجمع، ظلت الذاكرة ممتلئة بالصور، وظل القلب مطمئناً أن ما بدأ هنا لن ينتهي هنا.
لكران لم تكن ملتقى فحسب، بل كانت قصيدة مكتوبة بحبر الشمس، تتلى على مسامع العابرين لتقول:
"هنا يبدأ الحلم… وهنا يتعلم القلب أبجدية النهوض".

الى النسخة القادمة ان شاء الله دمتم و دامت جهودكم