نبض الصحراء / محمد ولد عمار

في قلب موريتانيا، حيث تمتد الرمال مترامية بلا نهاية، ينبض التراث كقلب صامت يحاول الصمود أمام عواصف التغيير. الشعر الحساني والموروث الثقافي والديني ليسوا مجرد أشياء من الماضي، بل نبض حي يحدد إيقاع الحياة ويمنح الهوية قوتها وسط رياح العولمة العاتية.

لكن الصحراء ليست ساكنة، فالهوية تواجه اختبارات يومية، بين الانفتاح على العالم وما يجلبه من قيم وأفكار جديدة، وبين ضرورة الحفاظ على الثوابت التي تشكل صمام أمان المجتمع. في هذه المعركة، تصبح حماية الموروث أداة للبقاء، ليس فقط ثقافيًا بل وأمنيًا وسياسيًا، في مواجهة تهديدات المنطقة وتقلبات النفوذ الدولي.

نبض الصحراء يعلّم أن الهوية ليست انعزالًا عن العصر، بل صمود يتماهى مع الواقع، وأن الموروث يمكن أن يكون جسرًا يربط بين الماضي والمستقبل، بين أصالة الأرض وروح العصر.


-