مالي ... التحالف الحتمي/ محمد ولد عمار

مالي اليوم على حافة الانهيار الأمني. الشمال والوسط يرزحان تحت فراغ يتيح للجماعات المسلحة التمدد بلا مقاومة، والجيش المركزي عاجز عن السيطرة الكاملة على المناطق الصحراوية والحدودية. الحكومة في باماكو أمام خيار واضح ،التحالف مع حركة تحرير أزواد.

التحالف مع الأزواديين ليس ترفاً سياسياً، بل ضرورة استراتيجية. وحدات الحركة تعرف التضاريس والطرق الصحراوية والمعابر الحدودية، وتمثل قوة استخباراتية حقيقية تستطيع سد الثغرات أمام الجماعات الجهادية وحماية المدنيين. شراكتها مع القوات الحكومية يخلق شبكة أمنية متكاملة وسريعة الاستجابة، ويقضى على الفراغ الذي تستغله التنظيمات المسلحة.

 يضمن هذا التحالف حماية الموارد الطبيعية في الشمال من الاستغلال غير المشروع، ويحولها إلى أدوات للتنمية المحلية بدلاً من اقتصاد حرب هشّ يغذي الجماعات المسلحة. 

يخفف هذا التحتلف -ان وجد- التوترات القبلية ويعيد الثقة بين الشمال وبقية البلاد، ويقطع الطريق على استغلال الفوضى لإشعال النزاعات.

كل يوم تأخر في هذا التحالف يعني مزيداً من الفراغ، مزيداً من الهجمات، ومزيداً من الفوضى التي تهدد الدولة بأكملها. تحالف ذكي ومنظم مع حركة تحرير أزواد هو الخيار الوحيد لكسب المعركة على الأرض، حماية السكان، وإعادة مالي إلى مسار الصحيح.